السودان والنزاعات المستمرة.. مشاهدات وتحليلات لتعقيدات السلام والحرب
السودان والنزاعات المستمرة.. مشاهدات وتحليلات لتعقيدات السلام والحرب
مسيرة الحرب في السودان.. تحليل شامل للتحديات والآمال في السلام
تحت وطأة النزاع.. السودان بين جهود السلام والمأساة الإنسانية
السودان.. بين مبادرات السلام ومعاناة الحرب رحلة في الظلام وبحث عن النور
الحرب السودانية.. من أزمة إلى أخرى "ما بين الأمل واليأس"
حقوقيون: إنهاء الحرب في السودان ليس مجرد ضرورة سياسية بل هو واجب إنساني
في قلب إفريقيا، تئن السودان تحت وطأة حرب مدمرة اندلعت في 15 أبريل 2023، تاركة خلفها مشاهد مأساوية وندوباً عميقة في جسد الأمة، حيث تخوض القوات المسلحة السودانية بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، صراعًا دامياً لا يبدو أن له نهاية في الأفق.
مع كل يوم يمضي، تتزايد أعداد القتلى، وتتصاعد أصوات البكاء والعويل، حيث بلغ عدد الضحايا نحو 15 ألف قتيل، بينما تجاوز عدد النازحين واللاجئين 8 ملايين شخص، لتصبح البلاد مسرحاً لمأساة إنسانية لا يمكن تجاهلها.
ورغم المبادرات العديدة التي طرحتها الأطراف الدولية والإقليمية، فإن الحرب تستمر في حصد الأرواح وتدمير البلاد.
في محاولة لكسر دائرة العنف وفتح نافذة أمل للسلام، تقدمت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بمبادرة في مايو 2023.
واستضافت مدينة جدة وفوداً من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بهدف خفض التوتر وتهيئة الأرضية للحوار، كان الهدف من هذه المحادثات الوصول إلى هدنة تدفع نحو وقف دائم لإطلاق النار وتيسير دخول المساعدات الإنسانية.
ورغم أن الأطراف المتنازعة وافقت على هدنة، فإن هذه الاتفاقات كانت كرماد نثر في الهواء، لم يستمر طويلاً قبل أن تتجدد الاشتباكات وكأن شيئًا لم يكن.
ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير، كانت منظمة "إيغاد" تحاول جاهدة تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية المختلفة.
وفي 26 أبريل 2023، أطلقت "إيغاد" مبادرة جديدة تهدف إلى تسهيل الحوار بين جميع الأطراف وإيجاد حل جذري للأزمة ولكن هذه المبادرة، مثل سابقاتها، لم تتمكن من تجاوز عقبات العناد والانقسام العميق بين القوات المتصارعة، وظلت الجهود المبذولة كزخات مطر في صحراء قاحلة، لا تروي عطش الأرض الجرداء.
الاتحاد الإفريقي، من جانبه، لم يكن بعيداً عن الساحة، حيث أعلن في نهاية مايو 2023 عن خريطة طريق لحل الصراع في السودان، تضمنت هذه الخريطة وقفاً فورياً ودائماً للأعمال العدائية، وحماية المدنيين، واستكمال العملية السياسية الانتقالية، وتشكيل حكومة مدنية ديمقراطية.
كانت هذه الخطوات بمثابة طوق نجاة لأمة تغرق في بحر من الفوضى والعنف، ولكن كغيرها من المحاولات، اصطدمت بجدار الصمت والتجاهل من قبل الأطراف المتحاربة، وبقيت الأوضاع على حالها.
في يونيو 2023، أعرب رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، عن استعداده للتوسط لوقف إطلاق النار خلال لقائه نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، كانت هذه المبادرة كمصباح يضيء عتمة الليل السوداني، إلا أن نورها خبا بسرعة، إذ لم تجد قبولاً ولا استجابة من الأطراف المتصارعة وكأن البلاد محكوم عليها بالبقاء في ظلام الحرب بلا أمل في فجر جديد.

الجامعة العربية، بدورها، حاولت أن تكون صوت العقل والحكمة في هذه الفوضى العارمة.
تلقت الأمانة العامة للجامعة مبادرة وطنية من شخصيات مدنية سودانية لحل الأزمة، وفي مارس 2023، وجه الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، نداءً لحقن الدماء في السودان، داعياً إلى ضرورة التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بشكل سريع. ولكن، كما يتلاشى الصدى في وادٍ عميق، ضاع هذا النداء في صخب الأسلحة وأصوات الدمار.
وفي 15 أغسطس 2023، تقدّم نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، بمبادرة تضمنت خريطة طريق لوقف الصراع، كانت هذه المبادرة مثل قارب صغير يحاول الإبحار في محيط هائج، لم تصمد طويلاً أمام الأمواج العاتية من الانقسامات والتعنت، وظلت الحرب مستعرة تأكل الأخضر واليابس.
مصر أيضًا دخلت على خط المحاولات، حيث سعت لصياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المباشر للسودان، استضافت قمة دول الجوار في يوليو 2023، بهدف وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات وإجراء حوار شامل. كما استضافت القاهرة اجتماعات المجلس المركزي "لائتلاف قوى الحرية والتغيير"، التي استهدفت بلورة إطار سياسي من جانب القوى المدنية لوقف الحرب.
ورغم هذه الجهود، بقيت المبادرة المصرية كطائر يحلق عالياً ولكنه لم يجد أرضاً يحط عليها، وبقيت السماء ملبدة بغيوم الصراع، وفي ظل هذه الظروف القاسية، تشكلت الجبهة المدنية التي تضم قوى سياسية ونقابات وتنظيمات مجتمع مدني، بهدف وقف الصراع واستعادة الديمقراطية.
أكدت الجبهة أن الأولوية هي حماية المدنيين وحل الأزمة الإنسانية، مشيرة إلى العمل السلمي عبر جميع الأشكال من أجل إسكات صوت البنادق، كانت كلماتهم مثل بلسم لجراح عميقة، لكن الجراح كانت أعمق من أن تلتئم بسهولة، واستمر النزيف مستمراً في كل زاوية من زوايا البلاد.
وفي فبراير 2023، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة، عبدالحميد الدبيبة، عن مبادرة لإحلال السلام ووقف إطلاق النار في السودان، ولكن، مثل الحلم الجميل الذي يتبدد عند الاستيقاظ، لم تحقق هذه المبادرة النجاح المنشود، وبقيت السودان محاصرة في دائرة مفرغة من العنف والدمار.
وسط كل هذه الجهود والمبادرات المتعددة، دخلت الحرب عامها الثاني، وكأن السودان أصبح مسرحًا لأوبرا مأساوية تتكرر فيها مشاهد العنف والدمار دون أن يبدو الأفق مشرقًا بحل قريب.

يبقى الشعب السوداني في قلب هذه العاصفة، يبحث عن بصيص أمل في سلام بعيد المنال، وكأنهم في متاهة بلا مخرج، تتقاذفهم أمواج الحروب والمبادرات الفاشلة، ويظل السودان ينزف في انتظار من يوقف هذا النزيف المستمر.
يرى خبراء أن النزاع في السودان ليس مجرد صراع على السلطة، بل هو نسيج معقد من الألم والمعاناة الإنسانية، ورغم كل الجهود المبذولة، فإن المبادرات التسع التي طرحتها الأطراف الدولية والإقليمية لم تستطع بعد أن تجد السبيل لإخماد نيران الحرب، وبينما يستمر هذا النزاع، تستمر الأرواح في الانطفاء، وتظل الآمال معقودة على مستقبل لا يبدو قريباً، حيث السلام هو الحلم الذي يتوق إليه الجميع ولكن يبقى بعيد المنال في أرض تحترق بنيران الصراع.
تاريخ من الحرب والانقسامات
تاريخ السودان هو قصة من الألم والمعاناة، ولكنها أيضًا قصة من الصمود والإصرار على تحقيق السلام والعدالة منذ العصور القديمة، كانت مملكة كوش واحدة من القوى العظمى في وادي النيل، وكانت تخوض حروبًا مع مصر القديمة من أجل السيطرة والنفوذ.
هذه الحروب القديمة وضعت الأساس لنمط من الصراع الذي استمر لعصور لاحقة ومع دخول الإسلام في القرن السابع الميلادي، تغيرت طبيعة الصراعات، حيث أصبحت النزاعات تأخذ طابعًا دينيًا وثقافيًا بجانب الصراع على الموارد. في القرن التاسع عشر، خضع السودان للاستعمار التركي المصري، ثم البريطاني.
هذه الفترة الاستعمارية جلبت معها نوعًا جديدًا من العنف، حيث واجه السودانيون قمعًا وحشيًا من القوى الاستعمارية. الثورة المهدية (1881-1899) كانت من أبرز الأمثلة على هذا الصراع، حيث قاد الإمام المهدي تمردًا ضد الحكم التركي المصري، ما أدى إلى معارك دامية ومحاولات مستميتة لاستعادة السيطرة الوطنية.
على الرغم من الانتصارات الأولية، انتهت الثورة بهزيمة السودان وفرض السيطرة البريطانية المصرية المشتركة، مما أدخل البلاد في مرحلة جديدة من الهيمنة الأجنبية والاستغلال.
استقلال السودان في عام 1956 جلب معه الأمل في بناء دولة مستقرة، ولكن هذا الأمل سرعان ما تحطم بسبب اندلاع الحرب الأهلية الأولى بين الشمال والجنوب في 1955، حتى قبل الاستقلال الرسمي.
كانت هذه الحرب نتيجة للتهميش السياسي والاقتصادي الذي عانى منه الجنوب تحت هيمنة الشمال.
استمرت الحرب حتى 1972، حيث أسفرت عن مقتل وتشريد مئات الآلاف توقيع اتفاقية أديس أبابا في 1972 منح الجنوب حكمًا ذاتيًا محدودًا، ولكن السلام لم يدم طويلاً، حيث اندلعت الحرب الأهلية الثانية في 1983.

الحرب الأهلية الثانية استمرت حتى 2005، وكانت أكثر دموية وتأثيرًا. وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، أسفرت الحرب عن مقتل نحو مليوني شخص وتشريد أربعة ملايين آخرين توقيع اتفاقية السلام الشامل في 2005 كان خطوة نحو إنهاء العنف، ولكنه أدى في النهاية إلى انفصال جنوب السودان في 2011، ما أضاف بعدًا جديدًا للصراعات.
في دارفور، اندلع صراع آخر في 2003، حيث تمردت مجموعات من سكان الإقليم ضد الحكومة المركزية، متهمين إياها بالتهميش والإهمال أسفرت هذه الحرب عن مقتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص وتشريد نحو 2.7 مليون آخرين الصراعات في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان استمرت، حيث تواصلت المعارك بين القوات الحكومية والحركات المتمردة، هذه الحروب المستمرة عكست فشل الحكومة في معالجة القضايا الأساسية مثل التنمية والتوزيع العادل للثروات وإدماج جميع الفئات في العملية السياسية.
الآثار الإنسانية لهذه الصراعات كانت مدمرة، حيث تعرضت المجتمعات المحلية لأضرار جسيمة وفقد الكثيرون منازلهم وأحبائهم، الثورة السودانية في ديسمبر 2018، التي أدت إلى الإطاحة بنظام عمر البشير في أبريل 2019، جلبت الأمل في تحقيق السلام والاستقرار.
ومع ذلك، فإن عملية الانتقال السياسي تواجه تحديات كبيرة بسبب التوترات المستمرة بين المكونات العسكرية والمدنية والانقسامات العميقة في المجتمع السوداني.
أعداد القتلى والجرحى والمشردين من جراء هذه الصراعات تعكس حجم المعاناة التي تحملها السودانيون لعقود.
أسباب الفشل
وبدوره، قال الحقوقي البارز كمال مشرقي، إن تعدد المنابر ليس في صالح عملية إنهاء الحرب، مؤكداً ضرورة توحيد الجهود الدولية والإقليمية في إطار واحد لزيادة الفعالية، مشيرًا إلى أن من أسباب فش المبادرات غياب الآليات الفاعلة لإجبار الطرفين على تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه حيث كان عاملاً حاسماً في فشل المبادرات، أيضًا الاتفاقات التي تم التوصل إليها بقيت غالباً حبراً على ورق بسبب عدم وجود قوة ضاغطة تضمن تنفيذها.
وتابع في تصريحات لـ"جسور بوست": هذا النقص في الآليات الفعالة يعكس ضعف الإرادة الدولية والإقليمية في فرض السلام وجعل الأطراف المتنازعة تلتزم بتعهداتها، بدون آليات واضحة وفعالة للتنفيذ، تبقى أي اتفاقية عرضة للانتهاك والتجاهل، أيضًا النفوذ السياسي الداخلي المعقد، خصوصاً تأثير تنظيم الإخوان داخل الجيش السوداني، يزيد من تعقيد الوضع.
وأوضح أن استمرار ارتباط الجيش بتنظيم الإخوان يعقد الأمور ويجعل من الصعب تحقيق أي تقدم في جهود السلام. هذا الارتباط يعزز من توجه الجيش نحو الحلول العسكرية بدلاً من البحث عن حل سياسي تفاوضي بدون فك هذا الارتباط، ستبقى أي محاولة للسلام محكومة بالفشل.

كمال مشرقي
واسترسل قائلا: الأرقام التي تعكس نتائج هذا الصراع مرعبة مئات الآلاف من القتلى، وعدد لا يحصى من المصابين والمفقودين، وملايين النازحين واللاجئين هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي حكايات عن أسر دمرت وأحلام تحطمت ومجتمعات تفتتت، فشل المبادرات ليس مجرد إخفاق سياسي، بل هو خيبة أمل لشعب بأكمله يتوق إلى السلام والاستقرار.
وأتم: الشعب السوداني يستحق حياة كريمة وآمنة بعيداً عن أهوال الحرب، الوقت قد حان للعالم أن يقف مع السودان، ليس فقط بالكلمات والوعود، ولكن بأفعال حقيقية وملموسة تحقق السلام والاستقرار المنشودين، تحقيق السلام في السودان يتطلب جهداً دولياً منسقاً، وإرادة سياسية جادة، وآليات تنفيذية فعالة تضمن التزام الأطراف المتنازعة بما يتم الاتفاق عليه فقط من خلال هذه الخطوات يمكن للسودان أن يبدأ رحلة التعافي والبناء نحو مستقبل أفضل.
أشد فترات السودان صعوبة في التاريخ الحديث
بدورها، قالت الحقوقية الكويتية البارزة مها برجس، إن السودان يشهد فترة من أشد الفترات صعوبة في تاريخه الحديث، حيث تكاد لا توجد زاوية في هذا البلد إلا وقد طالها الدمار والألم بسبب الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، هذه الحرب لم تكن مجرد صراع على السلطة، بل كانت كارثة إنسانية حقيقية أثرت بعمق على المجتمع السوداني بأسره، تاركة وراءها آثاراً مدمرة على الأفراد والعائلات والمجتمعات، فاضطر أكثر من 8 ملايين شخص قد اضطروا للنزوح، هؤلاء النازحون يعيشون في ظروف إنسانية قاسية، حيث تفتقر مخيمات اللجوء إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة الأطفال، الذين يمثلون نسبة كبيرة من هؤلاء النازحين، يعانون من سوء التغذية والحرمان من التعليم والرعاية الصحية؛ ما يهدد جيلًا كاملاً بمستقبل مجهول ومظلم، فالفقر والجوع أصبحا واقعاً يومياً لملايين السودانيين، حيث أدت الحرب إلى انهيار الاقتصاد وتعطيل الحياة الزراعية والصناعية في البلاد.
وذكرت في تصريحها لـ"جسور بوست"، أن فقدان سبل العيش وانقطاع الإمدادات الغذائية أدى إلى ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية بشكل مخيف، فالتقارير تشير إلى أن مئات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما يهدد حياتهم ويؤثر بشكل دائم على نموهم وتطورهم.
وأكدت برجس أن النسيج الاجتماعي السوداني لم ينجُ من هذه الحرب الطاحنة، إذ أدت إلى تفتت العائلات وتدمير المجتمعات المحلية، الانقسامات العرقية والسياسية زادت من حدة النزاع وأدت إلى تزايد عدم الثقة بين أفراد المجتمع، والكثير من العائلات فقدت مُعيلها الوحيد؛ ما ترك النساء والأطفال في مواجهة مصير قاسٍ بدون دعم أو حماية النساء، على وجه الخصوص، كن عرضة للعنف والاستغلال في ظل غياب الأمن وانتشار الفوضى.

مها برجس
واسترسلت: تحت هذه الظروف القاسية، يعاني المجتمع السوداني من تفكك قيمي وأخلاقي، حيث أصبح العنف هو اللغة السائدة والتعاون المجتمعي شبه معدوم، هذا التفكك الاجتماعي يعزز دورة العنف ويزيد صعوبة تحقيق المصالحة والسلام في المستقبل، والأطفال الذين نشؤوا في ظل هذه الحرب يعانون من صدمات نفسية عميقة؛ ما يؤثر على صحتهم النفسية والعاطفية ويجعل من الصعب عليهم التكيف مع الحياة الطبيعية بعد انتهاء الصراع.
وعن التعليم قالت: هو أحد أكبر الضحايا في هذه الحرب المدارس دُمرت أو أُغلقت، ما حرم ملايين الأطفال من حقهم في التعليم، هذا الحرمان لا يؤثر فقط على حاضرهم، بل يهدد مستقبلهم ويقوض فرصهم في تحقيق حياة أفضل بدون تعليم، يصبح هؤلاء الأطفال عرضة للجهل والفقر، ما يعزز دورة الفقر والعنف التي تعصف بالبلاد.
وأضافت: في هذا السياق المأساوي، تبرز الحاجة الملحة لدعم دولي حقيقي وفاعل يهدف إلى إنهاء الحرب وإعادة بناء ما دمرته المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية، يجب أن يبذل قصارى جهده لتوفير الدعم اللازم للمتضررين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء السودان يتطلب الوضع تدخلات عاجلة لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، بالإضافة إلى جهود مستمرة لإعادة بناء البنية التحتية والتعليم وضمان حقوق الإنسان.
وأتمت: إنهاء الحرب في السودان ليس مجرد ضرورة سياسية، بل هو واجب إنساني وأخلاقي، الشعب السوداني، الذي عانى بما فيه الكفاية، يستحق أن يعيش في سلام وكرامة، فتحقيق هذا الهدف يتطلب إرادة دولية قوية وجهوداً متواصلة لإحلال السلام ودعم عملية المصالحة وإعادة البناء.